Minggu, 25 Oktober 2015

فكرة المعتزلة وآراءهم الكلامية
المقدمة
          في أواخر عهد الخلافة الأموية وعهد الخلافة العباسية كانت الفلسفة اليونانية والهندية تشيع بين المفكرين العرب. ودخلت الفلسفة اليونانية إلى المسلمين عن طريق الفرس، لتأثر الحضارة الفرسية بالفلسفة اليونانية من قبل ذلك، كما جاءت عن طريق النصارى الشام. وفى عهد الحكم العباسي وصل المسلمون إلى قمة التقدم فى العلم والحضارة والفلسفة خاصة ما يأتى من اليونان، بل أنها قد ترجمت إلى اللغة العربية.[1]   وبدخول العلوم والحضارة والفلسفة إلى العالم الإسلامى خاصة من اليونان.
          ظهرت المعتزلة منذ عهد الخلافة الأموية ولكنها ترعرعت فى عهد الخلافة العباسية. وهذه الفرقة نسبت إلى واصل ابن عطاء لما اختلف هو بأستاذه الحسن البصرى فى المسلم ارتكب كبيرة من الكبائر، يرى الحسن البصرى أنه مؤمن لتصديقه بالله تعالى ورسوله وما جاء من عنده عز وجل. ويرى واصل ابن عطاء أنه فاسق لا مؤمن ولا كافر فجعل الفسق بإرتكاب الكبيرة منزلة بين الإيمان والكفر.[2]
          ظهرت فرقة المعتزلة ولدت فى أوائل القرن الثانى الهجرى فى مدينة بصرة أو العراق أي مركز العلم والحضارة الإسلامية فى ذلك الوقت وملتقى الحضارة والأديان الأجنبية. ومن أخص خصائص المعتزلة، أنهم امنوا إيمانا تاما قدرة العقل فى التحكيم على مختلف المسائل. وهذا الأصل استعملوا وذهبوا بأفكارهم بعيدا، لأنهم يرون أن قواعد الدين الإسلامي وضعت على أساس العقل فلا يخرج شيء منها عن المعقول، فإذا حزم العقل بشيء وورد فى النقل خلافه قدم الحكم العقلي، وكذالك يرون أن لهذا العالم قانونا راسخا يخضع للعقل، وبذلك يعتبرون اقرب الفرق شهبا بأفكار ديكارتس أحد المفكرين العقلانيين فى العصر الحديث. هم لا ينكرون النقل ولكن خضعوا من غير تردّد تحت سلطان العقل، ولهذا الغرض هم أولوا الآيات المتشابهات ورفضوا الأحاديث التي تتعرضوا مع العقل أو بصفة عامة أنهم نحوا من احاديث الأحاد، كذلك هم استولوا على اختلاف الآراء الدينية والفلسفية بما حولهم ولكن من المؤسف أن هذه النسعة العقلانية المتطرفة دفعتهم إلى تطبيق الأحكام الغقلية على العالم السماوى كما طبقوها على العالم الأرضى حتى ساقهم إلى اعتناق الآراء الجرئية، وتشددهم فى الغائب على الشاهد لا يمكن أن يقبل مطلقا. وهذا يتعارض بما قاله السلف أن الأصل يجب أن يخضع لله. هذه الفرقة ايضا قدست حرية الفكر سواء عندما وجه الخم أو عندما كانوا مع زملائهم، لذلك يهمهم الاطلاع حتى إلى الآراء الغربية بل الشادة لمناقشتها وتحديد محل أخطائها.[3]
أ. نشأة المعتزلة وتطورها
          نشأة هذه الفرقة فى العصر الأموي ولكن شغلت الفكر الإسلامي فى العصر العباسي ودحا طويلا من الزمان[4] ومؤسس الفرقة بحسب الرواية المتداولة، هو واصل بن عطاء المولد سنة 80 ه المتوفى سنة 131 ه فى خلافة هشام بن عبد الملك. كان أول تلميذ للحسن البصري، وهو شخصية بارزة فى تاريخ الفقه والتصوف والفلسفة الدينية فى الإسلام.[5]
ب. آراء المعتزلة الكلامية
1- صفات الله                                             
          الصفة كما يعرفها الجرجاني أنها الإسم الدال على بعض احوال الذات، وذلك نحو طويل وعاقل وغيرها،[6]ولكن هل الصفة مجرد أطلق الإسم أي معنى مجازي فحسب أم لها معنى حقيقي.
          ويذكر الاستقرائي عند المعتزلة هى وصف الواصف ولم يكن فى الأول واصف، والإسم عند التسمية ولم يكن فى الأزل مسمى ومعنى هذا أن الصفة هي مجرد قول نطلقه للدلالة على الموصوف وليس لها وجود فعلي.[7]
2- مسألة خلق القرآن
          اقترنت مسألة خلق القرآن بتاريخ المعتزلة، وهذه المسألة اسبق فى الوجود  من عصر الخلفاء الثلاثة، المأمون والمعتصم والواثق. فقد قالها الجعد بن درهم, وقتله خالد بن عبد الله القسري و إلى الكوفة  لهذه المقالة. وقال الجهم بن صفوان، فقد نفى صفة الكلام كما الكلام عند الجبرية، وكان هذا النفي تنزيها لله تعالى عن المشابهة الحوادث فى زعمهم، وحكم سبب ذلك بأن القرآن مخلوق له سبحانه وليس بقديم.
3- فى أفعال العباد
          ولما رأى المعتزلة أن حرية إرادة العباد متفرعة عن تصورهم للعدل الإلهية، ذهب إلى أن أفعال الله تعالى القديم ما يجوز عليه وما يجوز عليه، و ينتهى إلى أن الله يفعل الحسن ولا يفعل القبيح، لأنه يستغنى بالحسن و يستغنى عن القبيح، ثم بعث القاضى إلى قدرة الإلهي هل يقدر الله على ظلم والجور أزلا أو لا يقدر، فهو يراى أنه قادر على فعل القبيح إلا أنه لا يفعله. و فى ذلك يقول أبو الهذيل: يقدر الله على الظلم ولكنه لم ذلك لحكمته. والنظام يقول ايضا: لا يقدر على الظلم ولا على أن يترك الأصلح لما ليس بأصلح ذلك، أن الظلم لا يقع إلا من ذى آفة أوجاهل.[8]
4- رؤية الله فى يوم القيامة
          مسألة رؤية الله فى يوم الأخر خلاف بين الناس، وهي من المسألة التي ثار حولها جدال كبير بين المعتزلة وخلاف فيهم فيها، لأن القائل بخلق القرآن يلزمه نفى الرؤية، والقائل بالكلام القديم يلزم ثبوتها. قد أجاز الأشعري روية الله فى يوم الأخر عقلا وأوجبها سمعا، والصحيح لها هو الوجود، والبارى موحد فيصح أن يرى. ولكن تنفى المعتزلة الرؤية البصيرة ولكنها لا تدرى مانعا من اثبات الرؤية الغلبية، وتسير الرؤية بمعنى العلم والإحاطة.[9]
5- عدالة الله
          لقد أولى المعتزليون صفة العدل أهمية كبرى، وتجعل العدل من الأصول الإعتقادية التي تأتي بعد التوحيد مباشرة، والعدل، لما كان صفة للفعل الإلهي، ولما كان موضوع الفعل الإلهي يكون بما فيه الإنسان، اكتسب صفة العدل أهمية من حيث ارتاطها بهذا الإنسان من جهة ما يراد به قبل الله سبحانه وتعالى.[10]وما يلزم معرفته فى العدل، أن الله تعالى لا يفعل القبيح ولا يختار إلا الحكمة والصواب. لهذا مقدمات يجب أن نعرفها أولا، منها:
- أن القبيح لا يجوز أن يقع من فاعل دون فاعل
- أن أفعال العباد حادثة وليس من خلقه تعالى
- وأن الله لا يكف العهد إلا ما يطيقون
- وأن الله تعالى لا يعاقب من ذنب له ولا بذب غيره
وأن الله لا يريد القبيح ولا يحبه ولا يرضاه ولا يشاؤه، بل يكرهه ويسخطه.[11]
6- القضاء والقدر
          من أخص خصائص الهية الهه تعالى هو العلم عن الأشياء والأحياء والأحداث والأفعال فى الكون، وذلك لا نزاع ولا تعارض أو تنافى بين لثبات العلم الإلهى بكل شيء وبين حرية الإنسان. ولم يكن مدعاة لشبهة جبر عند أي من المفكرين إلا القضاء والقدر.
7- مسألة الإيمان
           الإيمان فى اللغة التصديق، قال تعالى: " وما أنت بمؤمن لنا "، أي بمصدق وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر والقدر خيره وشره "، أي تصدق. وأما فى الشرع نطق أو اقرار بالسان واعتقاد أو تصديق بالقلب وعمل بالجوارح أو الأركان. قال تعالى : " أولئك كتب فى قلوبهم الإيمان ولما يدخل الإيمان فى قلوبهم وقلبه مطمئن ". وايضا : "ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الأخر وما هم بمؤمن ". جاء الإيمان مقرونا بالأيمان مقرونا بالعمل الصالح، قال تعالى :"الذين آمنوا وعملوا الصالحات فدل على التغاير". [12]









            [1] M. Abu Zahroh, Sejarah Aliran-Aliran Dalam Islam Bidang Politik Dan Aqidah, Edisi terjemahan. Darussalam Gontor Ponorogo: Trimurti 1991 p: 158
[2] نفس المرجع، ص. 640
[3] H. Nasution, Theologi Islam, Aliran-Aliran Sejarah Analisa Perbandingan, Jakarta: UI-Press
[4] ماجد فخرى، تاريخ الفلسفة الإسلامية، ببيروت، ص 79
[5] مصطفى حلمى، قواعد المنهج السلفي والنسق الإسلامي فى مسائل الألهية والعالم والإنسان، القاهرة: دار الأنصار، 1976، ص 86
[6] على عبد الفتاح المغرب، إمام اهل السنة والجماعة، أبو منصور الماتريدي وآراءه الكلامية، القاهرة: مكتبة وهبة 1985، ص. 161
[7] نفس المرجع، ص. 219
[8] جلال محمد بن عبد الحميد موسى، نشأة الأشعرية وتطورها، دار الكتاب اللبنان، 1395, ص 532
[9] الأشعرى، مقالات الإسلاميين، ج1، القاهرة، 1950, ص.
[10] محمد شمس الدين، دراسة فى العقيدة الإسلامية، ببيروت: دار المعارف، 1979، ص. 200
[11] حسن البصري واصحابه، رسالة العدل والتوحيد،ج,1، دار العلال، ص. 202
[12] عبد الرحمن بن أحمد الأبمجى، الموافق فى علم الكلام، مكتبة المتني، القاهرة، ص. 384-385.
التفسير بالمأثور
المقدمة
        القرآن هو كتاب مقدس وخالد في هذه الدنيا. انزله الله عزّ وجلّ على نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم, المتعبد بتلاوته، المنقول إلينا بالتواتر، المبدوء بسورة الفاتحة والمختوم بسورة الناس. لا بد لنا من أن نؤمن بهذا الكتاب. وأن ليس في القرآن شكا وخطأ في الكتابة والمعنى. من أحد الطرق التفسير هي التفسير بالمأثور أو يقال التفسير بالرواية. طريقة هذا التفسير مهمّ ومعنى ذلك تتعلق ببيان الله على كتابه، مكانة الرسول كمفسر القرآن، ومكانة الصحابة والتابعين تتعلق ببيانهم عن القرآن. طريقة العمل من التفسير بالمأثور ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة و التابعين تكون أساسا للمفسرين لكشف المقصود والمعنى من القرآن. المفسرون يعتمدون إلى الروايات. مادامت الرواية موجودة لم يفسر المفسرون إلا بها. بجانب ذلك كثير من تلك الروايات رواية ضعيفة ودخلت فيها قصص الإسراءليات.
تحديد المسألة
        وأما تحديد المسألة الذي يوجد في هذا البحث على وهو ما هو التفسير؟ ما هو التفسير بالمأثور؟ ما اسباب الضعف في التفسير بالمأثور؟ أية الكتب المشهورة في التفسير بالمأثور وخصائصها؟
أهداف البحث
        ومن أهداف البحث في هذة المناسبة على وهي: توضيح معنى التفسير. توضيح معنى التفسير بالمأثور. البيان عن اسباب الضعف في التفسير بالمأثور. البيان عن الكتب المشهورة في التفسير بالمأثور وخصائصها.
أ. مفهوم معنى التفسير
         1. معنى التفسير في اللغة
        التفسير في اللغة: على وزن تفعيل من الفسر بمعنى الإبانة والكشف وإظهار المعنى المعقول. وفعله: كضرب ونصر، يقال: فسر الشيء يفسر بالكسر ويفسر بالضم فسرا، وفسّره: أبانة، والتفسير والفسر: الإبانة وكشف المغطى. وفي معجم لسان العرب: الفسر كشف المغطى. والتفسير كشف المراد عن اللفظ المشكل.[1] وقال عزّ وجلّ: "وَلاَ يَأْتُوْنَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيْرًا."[2] في هذا اللفظ يوجد أنه على الكشف والبيان. وهو اخراج الشيء من مقام الخفاء إلى مقام التجلي.[3] وقال ابن حيان عن معنى التفسير: "الاستبانة والكشف".[4] وفي كتاب البحر المحيط: مصدر فسّر بتشديد السين، الذي هو مضعف فسر بتخفيف. من بابي نصر وضرب، الذي مصدره الفَسْر، وكلاهما فعل متعد فالتضعيف ليس للتعدية.[5] وقيل مأخوذ من التفسرة وهي اسم لما يعرف به الطبيب المرض.[6]
       2. معنى التفسير في الاصطلاح
        قال ابن حيان: "علم يبحث فيه كيفية التكلم بألفاظ القرآن الكريم، ومدلولاتها، وأحكامها الإفرادية والتركيبية، ومعانيها التي تحمل عليها حالة التركيب وتتمات لذالك".[7] وهو علم من العلوم وهذا العلوم من القراءات ومدلولات تلك الألفاظ وهو علم اللغة الذي يحتاج إلى العلم. أن التفسير يحتاج إلى علم النحو والصرف والبلاغة والبيان والمنطق وغير ذلك. والتفسير هو علم لتوضيح المعنى الذي يوجد في الكتاب المقدس وهو القرآن العظيم معنا واضحا. وقال الزركشي في كتابه البرهان: "علم يعرف به فهم كتاب الله انزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيان معانيه واستخراج احكامه، وحكمه، واستمداد ذلك من علم اللغة والنحو والتصريف وعلم البيان وأصول الفقه والقراءات، ويحتاج لمعرفة أسباب النزول والناسخ والمنسوخ."[8]
ب. مفهوم معنى المأثور
        1. معنى المأثور في اللغة
        فالمأثور لغة: فهو مأخوذ من الأثر، وهو بقية الشيء، جمع آثار وأثور، والأثر: مصدر قولك أثرت الحديث آثره، إذا نقلته عن غيرك ورويته، ومن هنا قيل: حديث مأثور أي يخبر الناس به بعضهم بعضا أي ينقله خلف عن سلف.[9]
        2. معنى المأثور في الاصطلاح
        فالمأثور في الاصطلاح هو ما جاء في القرآن الكريم نفسه، أو ما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو عن أصحاب النبي رضي الله تعالى عنهم، بيانا لمراد الله تعالى من كتابه.[10] كان المأثور اعطاء المعنى في القرآن من القرآن أو من الأحاديث النبوية أو من اقوال الصحابة لمعرفة المراد من القرآن.
ج. مفهوم التفسير بالمأثور
        التفسير بالمأثور هو الذي يعتمد على صحيح المنقول بالمراتب، من تفسير القرآن بالقرآن، أو بالسنة لأنها جاءت مبينة لكتاب الله، أو برواية الصحابة لأنهم يعلمون كتاب الله وهو القرآن، أو باقوال كبار التابعين لأنهم يقبلون عن الصحابة.[11] وفي كتاب التفسير والمفسرون: يشمل التفسير المأثور ما جاء في كتاب الله وهو القرآن نفسه من الشرح والتفصيل لبعض أيات القرآن، وما نقل من الرسول صلى الله عليه وسلم، وما نقل من صحبة الرسول رضي الله عنهم، وما نقل من التابعين من كل ما هو شرح وتوضيح لمراد الله عزّ وجلّ من نصوص القرآن.[12] يفسر الصحابة القرآن بالرواية، وهو على حسب الحديث الذي يقبل منه. ويفسر بحسب قواعد اللغة وقوة الاجتهاد في عصر الصحابة.[13] .إذن أن التفسير بالمأثور هو أخذ النقلات الصحيحة لتفسير القرآن. وتؤخذ النقلات من القرآن نفسه واحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم واقوال الصحابة واقوال التابعين. وهذه كلها لتوضيح تفسير كتاب الله تعالى على وهو القرآن الكريم.
د. أسباب الضعف في التفسير بالمأثور
        مما لا شك فيه أن الضعف قد تطرق إلى التفسير المأثور حتى كاد يذهب بالثقة فيه والاطمئنان اليه. هناك اربعة امور التي تسبب إلى الضعف في تفسير بالمأثور وهي:
        1. كثرة الوضع في التفسير المأثور
        كثر  الوضع والكذب في التفسير بالمأثور من قبل الرواة، اذ هو يحتوي في كثير من الأحيان على القصص وثواب السور وماشابه. قال أحمد أمين: "إن القصاص والوضّاع زادوا في هذا النوع من التفسير كثيراً، ونسبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ما لم يقله، وليس أدل على هذا مما أخرجه الحاكم عن أنس انه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله عن قوله تعالى: "والقناطيرالمقنطرة[14]". قال القنطار ألف أوقية. وما أخرجه أحمد وابن ماجة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "القنطار اثنا عشر ألف أوقية."[15]
        2. دخول الإسرائيليات فيه
        أول بداية دخول الإسرائيليات إلى التفسير حينما يريد الصحابة أن يجتهدوا ببيان اليهود والنصارى يرشدون بصدق النبي صلى الله عليه وسلم. يروى عبد الله بن عمر عما في التوراة ليس إلا ليقوي البيان في اختلاف اليهود والنصاري نفسه، ليس لزيادة أولتغيير ما فيه من القرآن. ولكن بعد ان يسير العصور، يتغير نفع الإسرائيليات من الاجتهاد إلى التأويل و التخريج والتفسير الذي يُولىّ المقصود من القرآن إلى المقصود التام تلك الروايات، فيُفتح الباب للإنسان في ذلك الوقت مثل يوحانا الدمشقي ليفسد معان من القرآن.[16] كثير من علماء النصارى واليهود يدخلون الإسلام ثم يفسرون القرآن.
        3. حذف الأسانيد منه
        حذف الأسانيد هو السبب الأخير في ضعف التفسير بالمأثور. إن الصحابة رضي الله عنهم يتحرون الصحة فيما يتحملون. وكان من بعضهم لا يروى الحديث إلا وهو متثبت مما يقول، ولكن لم يُعرف عن الصحابة أنهم يسألون الاسناد لما عرفوا به جميعا من العدالة والأمانة. وقد روي أن عمر قال لأبي بن كعب، وقد روي له حديثا: "لتأتيني على ما تقول ببينة، فخرج فإذا ناس من الأنصار فذكر لهم، قالوا: "قد سمعنا هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم"، فقال عمر: "أما إني لم أتهمك، ولكن أحببت أن أثبت".[17] إن أصحاب الرسول يحللون التفسير تحليلا تاما. ولأن الصحابة يسندون إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
ه. اشهر ما دوّن من كتب التفسير بالمأثور وخصائص هذه الكتب
1.   جامع البيان في تفسير القرآن للطبري
        مؤلف هذا الكتاب هو أبو جعفر، محمد بن جرير بن يزيدبن كثير بن غالب الطبري. ولد سنة 224 ه أربع وعشرين ومائتين من الهجرة. وهو الإمام الجليل، المجتهد المطلق، صاحب التصانيف المشهورة.[18] قال النووي في تهذيبه: "كتاب ابن جرير في التفسير لم يصنف أحد مثله". وقال أبو حامد الأسفراييني شيخ الشافعية: "لو رحل أحد إلى الصين ليحصل تفسير ابن جرير لم يكن ذلك كثيرا عليه".[19] إن أبا حامد الأسفراييني يتعجب بهذا الكتاب.
2.   بحر العلوم للسمرقندي
        مؤلف هذا الكتاب هو أبو ليث، نصر بن محمد بن إبراهيم السمرقندي الفقيه الحنفي. المعروف بإمام الهدى. تفقه على أبي جعفر الهنداوي، وكثرة أقواله مفيدة ومشهورة.[20] وذكر في مناهل العرفان أن فيه كثيرا من أقوال الصحابة والتابعين، غير أنه لا يذكر الأسانيد. وهو مخطوط في مجلدين. وموجود في مكتبة الأزهر.[21] كتبت أقوال التابعين والصحابة في هذا الكتاب حتى أُعتبر هذا الكتاب بالمأثور.
3.   الكشف والبيان عن تفسير القرآن للثعلبي
        مؤلف هذا الكتاب هو أبو إسحاق أحمد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري المقرئ، المفسر. قال إبن خلكان: "كان أوحد زمانه في علم التفسير، وصنف التفسير الكبير الذي فاق غيره من التفاسير". وقال ياقوت في معجم الأدباء: "أبو إسحاق الثعلبي المقرئ، المفسر، الواعظ، الأديب، الثقة، الحافظ صاحب التصانيف الجليلة: من التفسير الحاوي أنواع الفرائد من المعاني والإشارات، وكلمات أرباب الحقائق ووجوه الإعراب والقراءات".[22]
4.   معالم التنزيل للبغوي
        مؤلف هذا الكتاب هو أبو محمد، الحسين بن مسعود بن محمد المعروف بالفراء البغوي، الفقيه، الشافعي، المحدث، المفسر، الملقب بمحيي السنة وركن الدين.[23] وكان إماما في التفسير والحديث. وله التصانيف المفيدة، ومنها معاليم التنزيل. أتي فيه بالمأثور، ولكن مجردا عن الأسانيد.[24] كان مؤلف هذا الكتاب من المذهب الشافعي. وهذا الكتاب بالمأثور.
5.   المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية
        مؤلف هذ الكتاب هو أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي المغربي الغرناطي الحافظ القاضي. وكان ولي القضاء بمدينة المرية بالأندلس، وعندما تولى توخى الحق وعدل في الحكم وأعز الخطة. ولد سنة إحدى وثمانين وأربعمائة. وتوفي سنة ست وأربعين وخمسمائة هجرية بالرقة.[25]
6.   تفسير القرآن العظيم لابن كثير
        مؤلف هذا الكتاب هو الإمام الجليل الحافظ، عماد الدين، أبو الفداء، إسماعيل بن عمرو بن كثير بن ضوء بن كثير بن زرع البصري ثم الدمشقي.[26] ولد سنة 705، وتوفي سنة 774. وتفسيره هذا من أصح التفاسير بالمأثور إن لم يكن أصحها جميعا. نقل فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم وكبار الصحابة والتابعين. وقد أخرجته مطبعة المنار في تسع أجزاء بمصرى. ومعه بأسفل الصفحات تفسير البغوي، وبآخره كتاب فضائل القرآن الذي يعتبر متمما له.[27]
7.   الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي
        مؤلف هذا الكتاب هو أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبي، الجزائري، المغربي، المالكي، الإمام الحجة، العالم العامل، الزاهد الورع، ولي الله الصالح العارف بالله. وكان الثعالبي إماما علامة مصنفا، خلف للناس كتبا كثيرة نافعة منها. توفي الثعالبي سنة 876 ه (ست وسبعين وثمانمائة) أوفي أواخر التي قبلها، عن نحو تسعين سنة ودفن في مدينة الجزائر.[28]
8.   الدر المنثور، في التفسير المأثور للسيوطي
        مؤلف هذا الكتاب هو الحافظ جلال الدين أبو الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد، السيوطي الشافعي، المسند المحقق، صاحب المؤلفات الفائقة النافعة، مولوده سنة 849 ه، وعمر والده في عمره خمس سنوات وسبعة أشهر.[29] وذكر أنه صنف كتاب الإتقان مقدمة له. وذكر في خاتمة كتاب الإتقان نبذة صالحة من التفسير بالمأثور المسند إلى النبي من أول الفاتحة إلي سورة الناس.[30]
الخاتمة
                 التفسير بالمأثور هو تفسير القرآن بالقرآن نفسه أوتفسير القرآن بالحديث النبوي أوتفسير القرآن بأقوال الصحابة أو تفسير القرآن بأقوال التابعين. وكثير الذي يسبب إلى الضعف في التفسير بالمأثور على وهو كثرة الوضع في التفسير المأثور ودخول الإسرائليات فيه وحذف الأسانيد منه. والعلماء المتقدمين كذلك قد استعملوا التفسير بالمأثور، منهم الإمام الطبري وهو صنف كتاب التفسير سمي بجامع البيان في تفسير القرآن, والإمام السمرقندي وهو صنف كتاب التفسير سمي ببحر العلوم، والإمام الثعلبي وهو صنف كتاب التفسير سمي بالكشف والبيان عن تفسير القرآن، والإمام البغوي وهو صنف كتاب التفسير سمي بمعالم التنزيل، والإمام ابن عطية وهو صنف كتاب التفسير سمي بالمحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، والإمام ابن كثير وهو صنف كتاب التفسير سمي بتفسير القرآن العظيم، والإمام الثعالبي وهو صنف كتاب التفسير سمي بالجواهر الحسان في تفسير القرآن، والإمام السيوطي وهو صنف كتاب التفسير سمي بالدر المنثور، في التفسير المأثور.

مصادر البحث

القرآن الكريم
امين، احمد. 1964. فجر الإسلام، القاهرة: مكتبة النهضة المصرية.
الأندلسي، أبو حيان. 1993. البحر المحيط، الجزء الأول، ببيروت: دار الكتب العلمية.
حقي، محمد صفاء شيخ ابراهيم. من خلال مقدمات التفاسير، ببيروت: مؤسسة الرسالة، المجلد الثاني.
الذّهبي، محمد حسين. 1976. التفسير والمفسرون، القاهرة: مكتبة وهبة، الجزء الأول.
الزرقاني، محمد عبد العظيم. 1990. مناهل العرفان، دار الكتاب العربي، الجزء الثاني.
السبت، خالد بن عثمان. قواعد التفسير ببيروت: دار ابن عفان، المجلد الأول.
القطان، مناع. 1973. مباحث في علوم القرآن، سورابايا: مطبعة الهداية.
منظور، ابن. 2003. لسان العرب القاهرة: دار الحديث، المجلد الأول،.
Ash Shidieqy, Teuku Muhammad Hasbi. 1997.  Sejarah Dan Pengantar Ilmu Alquran Dan Tafsir, Semarang: Pustaka Rizki Putra.
Ash Shidiqieqy, Hasbi.  Sejarah Dan Pengantar Ilmu Alquran Dan Tafsir, Jakarta: Bulan Bintang.


 [1]  مناع القطان، مباحث في علوم القرآن (سورابايا: مطبعة الهداية، 1973)، ص. 323.
 [2]  القرآن، سورة الفرقان (25): 33
 [3]  خالد بن عثمان السبت، قواعد التفسير (ببيروت: دار ابن عفان، المجلد الأول)، ص. 25.
 [4]  محمد صفاء شيخ ابراهيم حقي، من خلال مقدمات التفاسير (ببيروت: مؤسسة الرسالة، المجلد الثاني)، ص. 210.
 [5]   أبو حيان الأندلسي ، البحر المحيط (ببيروت: دار الكتب العلمية، الجزء الأول،1993)، ص. 9.
 [6]  نفس المرجع، ص. 10.
 [7]  القطان، مباحث في علوم القرآن، ص. 324
 [8]  أبو حيان، البحر المحيط، ص. 10.
 [9]  ابن منظور، لسان العرب (القاهرة: دار الحديث، المجلد الأول، 2003)، ص. 75.
 [10]  محمد عبد العظيم الزرقاني، مناهل العرفان، (القاهرة: دار الكتاب العربي، الجزء الثاني، 1990)، ص. 12.
 [11]  القطان، مباحث في علوم القرآن، ص. 347.
 [12]  محمد حسين الذّهبي، التفسير والمفسرون، ( القاهرة: مكتبة وهبة، الجزء الأول، 1976)، ص. 112.
[13] Teuku Muhammad Hasbi Ash Shidieqy, Sejarah Dan Pengantar Ilmu Alquran Dan Tafsir, )Semarang: Pustaka Rizki Putra, 1997), P. 303
 [14]  القرآن، سورة ال عمران (3): 14.
  [15] احمد امين، فجر الإسلام، (القاهرة: مكتبة النهضة المصرية، 1964)، ص. 425.
  [16]  Hasbi Ash Shidiqieqy, Sejarah Dan Pengantar Alquran Dan Tafsir, )Jakarta: Bulan Bintang, 1954(, P. 212.
 [17]  حسين الذهبي ، التفسير، ص. 145.
 [18]  نفس المرجع، ص.147.
 [19]  محمد، مناهل العرفان، ص. 29.
 [20]  حسين الذهبي، التفسير، ص. 161.
 [21]   محمد، مناهل العرفان، ص. 29.
 [22]  حسين الذهبي، التفسير، ص. 163.
 [23]  نفس المرجع، ص. 168.
 [24]  محمد، مناهل العرفان، ص. 30.
 [25]  حسين الذهبي، التفسير، ص. 170.
 [26]  نفس المرجع، ص. 173.
 [27]  محمد، مناهل العرفان، ص. 30.
 [28]  حسين الذهبي، التفسير، ص. 177 .
 [29]  نفس المرجع، ص. 180.
 [30]  محمد، مناهل العرفان، ص. 30.