Minggu, 25 Oktober 2015

فكرة المعتزلة وآراءهم الكلامية
المقدمة
          في أواخر عهد الخلافة الأموية وعهد الخلافة العباسية كانت الفلسفة اليونانية والهندية تشيع بين المفكرين العرب. ودخلت الفلسفة اليونانية إلى المسلمين عن طريق الفرس، لتأثر الحضارة الفرسية بالفلسفة اليونانية من قبل ذلك، كما جاءت عن طريق النصارى الشام. وفى عهد الحكم العباسي وصل المسلمون إلى قمة التقدم فى العلم والحضارة والفلسفة خاصة ما يأتى من اليونان، بل أنها قد ترجمت إلى اللغة العربية.[1]   وبدخول العلوم والحضارة والفلسفة إلى العالم الإسلامى خاصة من اليونان.
          ظهرت المعتزلة منذ عهد الخلافة الأموية ولكنها ترعرعت فى عهد الخلافة العباسية. وهذه الفرقة نسبت إلى واصل ابن عطاء لما اختلف هو بأستاذه الحسن البصرى فى المسلم ارتكب كبيرة من الكبائر، يرى الحسن البصرى أنه مؤمن لتصديقه بالله تعالى ورسوله وما جاء من عنده عز وجل. ويرى واصل ابن عطاء أنه فاسق لا مؤمن ولا كافر فجعل الفسق بإرتكاب الكبيرة منزلة بين الإيمان والكفر.[2]
          ظهرت فرقة المعتزلة ولدت فى أوائل القرن الثانى الهجرى فى مدينة بصرة أو العراق أي مركز العلم والحضارة الإسلامية فى ذلك الوقت وملتقى الحضارة والأديان الأجنبية. ومن أخص خصائص المعتزلة، أنهم امنوا إيمانا تاما قدرة العقل فى التحكيم على مختلف المسائل. وهذا الأصل استعملوا وذهبوا بأفكارهم بعيدا، لأنهم يرون أن قواعد الدين الإسلامي وضعت على أساس العقل فلا يخرج شيء منها عن المعقول، فإذا حزم العقل بشيء وورد فى النقل خلافه قدم الحكم العقلي، وكذالك يرون أن لهذا العالم قانونا راسخا يخضع للعقل، وبذلك يعتبرون اقرب الفرق شهبا بأفكار ديكارتس أحد المفكرين العقلانيين فى العصر الحديث. هم لا ينكرون النقل ولكن خضعوا من غير تردّد تحت سلطان العقل، ولهذا الغرض هم أولوا الآيات المتشابهات ورفضوا الأحاديث التي تتعرضوا مع العقل أو بصفة عامة أنهم نحوا من احاديث الأحاد، كذلك هم استولوا على اختلاف الآراء الدينية والفلسفية بما حولهم ولكن من المؤسف أن هذه النسعة العقلانية المتطرفة دفعتهم إلى تطبيق الأحكام الغقلية على العالم السماوى كما طبقوها على العالم الأرضى حتى ساقهم إلى اعتناق الآراء الجرئية، وتشددهم فى الغائب على الشاهد لا يمكن أن يقبل مطلقا. وهذا يتعارض بما قاله السلف أن الأصل يجب أن يخضع لله. هذه الفرقة ايضا قدست حرية الفكر سواء عندما وجه الخم أو عندما كانوا مع زملائهم، لذلك يهمهم الاطلاع حتى إلى الآراء الغربية بل الشادة لمناقشتها وتحديد محل أخطائها.[3]
أ. نشأة المعتزلة وتطورها
          نشأة هذه الفرقة فى العصر الأموي ولكن شغلت الفكر الإسلامي فى العصر العباسي ودحا طويلا من الزمان[4] ومؤسس الفرقة بحسب الرواية المتداولة، هو واصل بن عطاء المولد سنة 80 ه المتوفى سنة 131 ه فى خلافة هشام بن عبد الملك. كان أول تلميذ للحسن البصري، وهو شخصية بارزة فى تاريخ الفقه والتصوف والفلسفة الدينية فى الإسلام.[5]
ب. آراء المعتزلة الكلامية
1- صفات الله                                             
          الصفة كما يعرفها الجرجاني أنها الإسم الدال على بعض احوال الذات، وذلك نحو طويل وعاقل وغيرها،[6]ولكن هل الصفة مجرد أطلق الإسم أي معنى مجازي فحسب أم لها معنى حقيقي.
          ويذكر الاستقرائي عند المعتزلة هى وصف الواصف ولم يكن فى الأول واصف، والإسم عند التسمية ولم يكن فى الأزل مسمى ومعنى هذا أن الصفة هي مجرد قول نطلقه للدلالة على الموصوف وليس لها وجود فعلي.[7]
2- مسألة خلق القرآن
          اقترنت مسألة خلق القرآن بتاريخ المعتزلة، وهذه المسألة اسبق فى الوجود  من عصر الخلفاء الثلاثة، المأمون والمعتصم والواثق. فقد قالها الجعد بن درهم, وقتله خالد بن عبد الله القسري و إلى الكوفة  لهذه المقالة. وقال الجهم بن صفوان، فقد نفى صفة الكلام كما الكلام عند الجبرية، وكان هذا النفي تنزيها لله تعالى عن المشابهة الحوادث فى زعمهم، وحكم سبب ذلك بأن القرآن مخلوق له سبحانه وليس بقديم.
3- فى أفعال العباد
          ولما رأى المعتزلة أن حرية إرادة العباد متفرعة عن تصورهم للعدل الإلهية، ذهب إلى أن أفعال الله تعالى القديم ما يجوز عليه وما يجوز عليه، و ينتهى إلى أن الله يفعل الحسن ولا يفعل القبيح، لأنه يستغنى بالحسن و يستغنى عن القبيح، ثم بعث القاضى إلى قدرة الإلهي هل يقدر الله على ظلم والجور أزلا أو لا يقدر، فهو يراى أنه قادر على فعل القبيح إلا أنه لا يفعله. و فى ذلك يقول أبو الهذيل: يقدر الله على الظلم ولكنه لم ذلك لحكمته. والنظام يقول ايضا: لا يقدر على الظلم ولا على أن يترك الأصلح لما ليس بأصلح ذلك، أن الظلم لا يقع إلا من ذى آفة أوجاهل.[8]
4- رؤية الله فى يوم القيامة
          مسألة رؤية الله فى يوم الأخر خلاف بين الناس، وهي من المسألة التي ثار حولها جدال كبير بين المعتزلة وخلاف فيهم فيها، لأن القائل بخلق القرآن يلزمه نفى الرؤية، والقائل بالكلام القديم يلزم ثبوتها. قد أجاز الأشعري روية الله فى يوم الأخر عقلا وأوجبها سمعا، والصحيح لها هو الوجود، والبارى موحد فيصح أن يرى. ولكن تنفى المعتزلة الرؤية البصيرة ولكنها لا تدرى مانعا من اثبات الرؤية الغلبية، وتسير الرؤية بمعنى العلم والإحاطة.[9]
5- عدالة الله
          لقد أولى المعتزليون صفة العدل أهمية كبرى، وتجعل العدل من الأصول الإعتقادية التي تأتي بعد التوحيد مباشرة، والعدل، لما كان صفة للفعل الإلهي، ولما كان موضوع الفعل الإلهي يكون بما فيه الإنسان، اكتسب صفة العدل أهمية من حيث ارتاطها بهذا الإنسان من جهة ما يراد به قبل الله سبحانه وتعالى.[10]وما يلزم معرفته فى العدل، أن الله تعالى لا يفعل القبيح ولا يختار إلا الحكمة والصواب. لهذا مقدمات يجب أن نعرفها أولا، منها:
- أن القبيح لا يجوز أن يقع من فاعل دون فاعل
- أن أفعال العباد حادثة وليس من خلقه تعالى
- وأن الله لا يكف العهد إلا ما يطيقون
- وأن الله تعالى لا يعاقب من ذنب له ولا بذب غيره
وأن الله لا يريد القبيح ولا يحبه ولا يرضاه ولا يشاؤه، بل يكرهه ويسخطه.[11]
6- القضاء والقدر
          من أخص خصائص الهية الهه تعالى هو العلم عن الأشياء والأحياء والأحداث والأفعال فى الكون، وذلك لا نزاع ولا تعارض أو تنافى بين لثبات العلم الإلهى بكل شيء وبين حرية الإنسان. ولم يكن مدعاة لشبهة جبر عند أي من المفكرين إلا القضاء والقدر.
7- مسألة الإيمان
           الإيمان فى اللغة التصديق، قال تعالى: " وما أنت بمؤمن لنا "، أي بمصدق وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر والقدر خيره وشره "، أي تصدق. وأما فى الشرع نطق أو اقرار بالسان واعتقاد أو تصديق بالقلب وعمل بالجوارح أو الأركان. قال تعالى : " أولئك كتب فى قلوبهم الإيمان ولما يدخل الإيمان فى قلوبهم وقلبه مطمئن ". وايضا : "ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الأخر وما هم بمؤمن ". جاء الإيمان مقرونا بالأيمان مقرونا بالعمل الصالح، قال تعالى :"الذين آمنوا وعملوا الصالحات فدل على التغاير". [12]









            [1] M. Abu Zahroh, Sejarah Aliran-Aliran Dalam Islam Bidang Politik Dan Aqidah, Edisi terjemahan. Darussalam Gontor Ponorogo: Trimurti 1991 p: 158
[2] نفس المرجع، ص. 640
[3] H. Nasution, Theologi Islam, Aliran-Aliran Sejarah Analisa Perbandingan, Jakarta: UI-Press
[4] ماجد فخرى، تاريخ الفلسفة الإسلامية، ببيروت، ص 79
[5] مصطفى حلمى، قواعد المنهج السلفي والنسق الإسلامي فى مسائل الألهية والعالم والإنسان، القاهرة: دار الأنصار، 1976، ص 86
[6] على عبد الفتاح المغرب، إمام اهل السنة والجماعة، أبو منصور الماتريدي وآراءه الكلامية، القاهرة: مكتبة وهبة 1985، ص. 161
[7] نفس المرجع، ص. 219
[8] جلال محمد بن عبد الحميد موسى، نشأة الأشعرية وتطورها، دار الكتاب اللبنان، 1395, ص 532
[9] الأشعرى، مقالات الإسلاميين، ج1، القاهرة، 1950, ص.
[10] محمد شمس الدين، دراسة فى العقيدة الإسلامية، ببيروت: دار المعارف، 1979، ص. 200
[11] حسن البصري واصحابه، رسالة العدل والتوحيد،ج,1، دار العلال، ص. 202
[12] عبد الرحمن بن أحمد الأبمجى، الموافق فى علم الكلام، مكتبة المتني، القاهرة، ص. 384-385.

Tidak ada komentar:

Posting Komentar